samedi 23 avril 2011

كرهت كل شيء..أريد الانتحار واسمحوا لي إن أزعجتكم

يترك آخر كلمة له على الفيسبوك
:كرهت كل شيء..أريد الانتحار واسمحوا لي إن أزعجتكم

".. أصدقائي الذين عرفتكم كلكم.. كنت سعيدا جدا في الحديث إليكم لكن اليوم الذي احتجت فيه إليكم لم أجد ولا أحد بقربي. اليوم هو الأخير في حياتي.. كرهت كل شيء.. أود الانتحار.. سمحولي بزاف ديرونجيتكم في هذي الدنيا.. صاحبكم سمير هونت من الجزائر".
في الاول اقول لكم  الانتحار ليس هو الحل انا لا استهين بما فعله هذا للانني حاسس بيه جداااا و اعرف الظروف كل الظروف لكن للاسف ليس هذا هو الحل يعني لا في الدنيا و لا في الاخرة نجح للاسف نهاية لا ترضي الله و لا العبدولا تقنطوا من رحمة الله و طالما هناك حياة هناك أمل

...هذه هي آخر رسالة تركها شاب من بلدية عين الطلبة في ولاية عين تموشنت على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي الفايس بوك، ليقول، للجميع، إنه قرر الانتحار، وقد اختار موعد زيارة والي عين تموشنت، السيدة زرهوني ليقوم بفعلته
الشاب هونت سمير البالغ من العمر 26 سنة بحروق من الدرجة الثالثة بعدما أضرم النار في كامل جسده، لفظ أنفاسه الأخيرة، أول أمس، الثلاثاء في حدود الساعة منتصف النهار بالمستشفى الجامعي بوهران بعد أن أقدم صباح يوم الأربعاء الفارط على حرق نفسه بالبنزين جراء البطالة.
بلدية عين الطلبة في حداد
اسمه سمير لم يتجاوز سنه منتصف العقد الثاني. لكنه كان يستشعر الأعباء التي تراكمت عليه دفعة واحدة. كانت سيرته طيبة وسط أهله وأقرانه لكنه كلما تأمل وضعه انتابته موجة الكآبة، لأنه يعرف أنه واحد من أولئك الشباب الجزائريين الذين وجدوا أنفسهم في غفلة من الزمن في وضعية استثنائية.
مساء يوم الخميس، يومين بعد الحادثة، انتقلنا إلى بلدية عين الطلبة، كانت وجهتنا منزل عائلة الضحية هونت سمير الذي كان وقتها، لا يزال يصارع الموت وسط نقاش إعلامي وجدل محلي لكن منزله بعين الطلبة لم يعرف زيارة ولا شخص خارج المحيط العائلي، بما في ذلك السلطات المحلية والولائية التي لم تكلف نفسها عناء المواساة وهو ما يطرح الكثير من الأسئلة لدى عائلة الضحية حول مصير حادث ابنهم.
لم يمض الكثير من الوقت حتى وصلنا إلى بلدية عين الطلبة، بلدية فلاحية بسيطة بساطة الريف الجزائري. عند مدخل القرية الهادئة اقتربنا من شابين، أحدهما ملتح، سألناه عن منزل عائلة هونت قال إنه بحي 18 فيفري بالقرب من مقر البلدية.. اقتربنا من الحي، طرقنا الباب، كان الهدوء التام يخيم على العمارة، أجابتنا إحدى النسوة بأن لا أحد بالمنزل. استرسلنا معها في الحديث، فأخذت تصف لنا الأوضاع المزرية للعائلة فتقول "هذه العائلة، فقيرة جدا، مساكين.. 5 أفراد يعيشون تحت الخط الأحمر من العوز كون الأب بطال".. وعن سمير قالت محدثتنا أنه "شاب طيب، خلوق، محبوب من كل أفراد عائلته وجيرانه، قضى معظم حياته في طلب العلم أملا أن يجد عملا في تخرجه، لكنه وقع ما وقع والنهاية كانت مأساوية، ذنبه الوحيد هو انه أراد عملا شريف يقيه وعائلته شر البلية".
في البداية، سألنا أحد شهود العيان وصديق سمير، عن صبيحة يوم الحادث أمام مدرسة الشهيد عكاشة بكوش، أي يوم الخميس 14 أفريل 2011 .. وصف محدثنا صباح ذلك اليوم، والدموع تغالب عينيه من حين لآخر قال إن سمير أخبره في تلك الصبيحة أن والي الولاية ستقوم بزيارة إلى بلدية عين الطلبة قال لي "الوالية راهي جاية.. لازم نفري مشكيلتي معاها ونكتبلها بريّا، هذا حقي وما لازمش يضيع" كان الاستغراب وعدم التصديق والتعجب هو الغالب على الضحية، سألنا محدثنا عما إذا كان على علم بما سيقوم به وهل أخبره إن كان يريد أن ينتحر أو يهدد بذلك أكد لنا أنه لم يكن على علم بأي شيء من هذا القبيل.
في صباح يوم الخميس، عندما سمع الضحية بقدوم والي الولاية لمعاينة المدرسة الابتدائية بكوش عكاشة، توجه إليها وهو يحمل رسالتين، غير أن أحد أعوان الدرك الوطني المكلفين بالحراسة، منعه من الدخول، ودون سابق إنذار قام بإخراج قارورة ذات سعة واحد لتر مملوءة بالبنزين وقام برش جميع جسده وإضرام النار فيه أمام مرأى والي الولاية والوفد المرافق لها.. يقول محدثنا "رأينا شخصا وألسنة النيران تلتهم جسده من الرأس إلى أخمص القدمين رافعا يده إلى السماء وهو يقول: يارب اشهد أنني أفعل هذا من أجل حقي .. يارب أشهد أنني افعل هذا من أجل حقي".. ثم جلس عندما انتشرت النيران في كامل جسده.
الضحية سبق له، ومثلما علمت الشروق، أن تقدم للسلطات الولائية، قصد تسوية وضعيته الاجتماعية الصعبة كونه كان يزاول الدراسة في السنة الثالثة هندسة معمارية بكلية الهندسة بجامعة أبو بكر بلقايد، غير أن ظروفه العائلية الصعبة حالت دون مواصلته للدراسة، الأمر الذي دفع به إلى المطالبة بمنصب عمل في إطار الإدماج المهني، غير أن الإدارة المعنية اشترطت عليه إحضار شهادة تثبت توقفه عن الدراسة، حتى يتم قبول ملفه من طرف السلطات البلدية، وهو الأمر الذي أدى إلى ثورة غضب سمير وإقدامه على إنهاء حياته بهذا الشكل المريع والمفجع.
 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire